الناس يغنيون ويرقصون عندما يتعرضون للقمع
لطالما كانت الموسيقى وسيلةً للتعبير عن أعمق مشاعر البشر. واستخدام بعض الآلات الموسيقية لإبراز جمال الصوت البشري هو محل نقاش شرعي إسلام
بالنسبة للمسلم العادي، تُعدّ مسألة الموسيقى عمومًا “نقطة ساخنة”. دعوني أكتب بيتًا شعريًا يشرح الجمال العريق والمتناقض للكلام، الشعر، من خلال إشارته إلى القرآن الكريم: “آيات من الرحمن متجددة، قديمة، قدمٌ من هو قديم”. الصوت وتفسيره الشفهي لغزٌ محير.
نحن كبشر، على مستوىً غير مرئي، نُدرك أن الموسيقى والإيقاع جزءٌ لا يتجزأ من كياننا البشري. إنه شيءٌ يمتلك كلٌّ منا القدرة على استخدامه، سواءً لغناء أغنية أو إلقاء خطاب، وقد استخدمه كثيرًا من حُرموا من حرياتهم. يكتب تشارلز م. براون في كتابه: “من خلال الموسيقى، يمكن للصغار والكبار على حدٍ سواء الاندماج في مجتمعٍ مُجزّأ”. تستخدم العديد من حركات العدالة الموسيقى كوسيلةٍ لمخاطبة الناس. وقد ساعدت الموسيقى تاريخيًا الناس على التكاتف، والتعبير عن اعتراضاتهم بطريقةٍ تُذكر وتُنشر، حرفيًا، من خلال الموسيقى — الكلام الشفهي.
لا عجب أن أغنية “هل تسمعون غناء الشعب؟” من فيلم “البؤساء” استُخدمت عالميًا في الاحتجاجات. فقد استُخدمت، على سبيل المثال، في هونغ كونغ، الصين، عندما خشي الناس من قانون تسليم المجرمين الجديد؛ وفي ماديسون، ويسكونسن، غُنيت خلال احتجاج على قانون إصلاح الميزانية؛ وأعاد برنامج “عرب آيدول” إحياءها خلال الربيع العربي. وتُرجمت إلى العربية، وعدة لغات أخرى. كلماتها مناسبة لأي شعب يواجه الظلم مهما كان شكله. “هل تسمعون غناء الشعب؟/ يغني أغنية رجال غاضبين؟/ إنها موسيقى شعب/ لن يعود عبيدًا مرة أخرى!/ عندما يتردد صدى نبض قلبك/ دقات الطبول/ هناك حياة على وشك أن تبدأ/ عندما يأتي الغد!”
“يمكن التعبير عن فوائد الغناء الجماعي من حيث التأثيرات الفردية والتفاعلية، مدعومة بالترابط الموسيقي والعصبي والتواصلي والثقافي.” إن الغناء الجماعي، أو الغناء الجماعي، يُعزز في البداية التحفيز العصبي والحسي للأفراد المُغنّين؛ إنه شعورٌ بالنشوة، إن صح التعبير. ولا يسع المستمع إلا أن يستجيب فسيولوجيًا.
الصوت آليةٌ قويةٌ جدًا للإنسان. فمنذ أول صرخةٍ بعد خروجه من رحم الأم، يكون استخدامه منقذًا للحياة. إن شاء الله، عندما يُستخدم الصوت لنطق كلام الله، وإعلانًا لإيمانك بوحدانية الله، وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه كفيلٌ بدخولك الجنة. آمين.
